( الكتاب المقدس ـ كتاب الحياة : غلاطية 3 : 9 - 10 )
[size=9]ويقول التفسير التطبيقي للكتاب المقدس ( ص : 2502 ) ـ أي الرأي الرسمي للكنيسة الأرثوذكسية ـ حول هذا المعنى :
[ لكن المسيح أخذ على نفسه لعنة الناموس عندما علق على الصليب ( غلاطية 3 : 13 ) لقد تمم هو هذا ، حتى لا نتحمل العقاب ، وهكذا يمكننا أن نخلص به ، والشرط الوحيد هو أن نقبل عمل المسيح ـ الإله ـ على الصليب ( كولوسي الأولى : 20 -23 ) . ]
والشريعة كما رأينا هي مكارم الأخلاق .. أي أن المسيحية تقر بلعنة كل من يعمل بمكارم الأخلاق ..!!! وهكذا ؛ لقد ” مات الإله ” في العهد الجديد على يد الإنسان .. وقذف بولس بشريعته في الجحيم ..!!! وبالتالي لم يعد هناك رادع ديني لكل ما يقترفه العالم المسيحي من جرائم ..!!! لا ضوابط .. لا قيم .. لا أخلاق ..!!! وهكذا أطلق بولس العنان لهوى الإنسان ليفعل ما يشاء .. وأعلن بولس عن عدم حاجة العالم المسيحي إلى الشريعة بعد أن قام الإنسان بصلب الإله وقتله .. على الصليب .. حيث يقول ..
[ (24) إذا قد كان الناموس مؤدبنا إلى المسيح لكي نتبرر بالإيمان (25) ولكن بعد ما جاء الإيمان لسنا بعد تحت مؤدب ]
( الكتاب المقدس : غلاطية 3 : 24 - 25 )
أي ليس لنا رادع .. وأبطل بولس الشريعة تماما ..
[ (15) .. مبطلاً بجسده ( أي جسد المسيح المصلوب ) ناموس الوصايا ( الشريعة ) .. ]
( الكتاب المقدس : أفسس 2 : 15 )
ويقول :
[ (16) .. أن الإنسان لا يتبرر ( أي يحصل على البر ) بأعمال الناموس ( الشريعة ) ، بل بإيمان يسوع المسيح .. لأنه بأعمال الناموس لا يتبرر جسد ما ]
( الكتاب المقدس : غلاطية 2 : 16 )
أي أن العمل بالشريعة ـ أي الأخلاق والقيم ـ لا تقود إلى البر ..!!! بل ويؤكد بولس أن الذي يصر على العمل بالشريعة ( الناموس ) .. تسقط عنه نعمة الرب ..
[ (4) يا من تريدون التبرير ( الحصول على البر ) عن طريق الشريعة ، قد حرمتم المسيح وسقطتم من النعمة ! ]
( الكتاب المقدس ـ كتاب الحياة : غلاطية 5 : 4 )
ويمضي بولس مؤكداً عدم الحاجة إلى الأعمال الصالحة ، فيقول :
[ (27) .. أبناموس الأعمال ؟ كلا . بل بناموس الإيمان ( 28) إذاً نحسب أن الإنسان يتبرر ( أي يحصل على البر ) بالإيمان بدون أعمال الناموس ( الشريعة ) ]
( الكتاب المقدس : رومية 3 : 27 - 28 )
وهكذا ؛ حرر بولس الإنسان من كل القيم ومكارم الأخلاق . وجعل بولس الإيمان بالمسيح سبيلاً كافيا للبر والنجاة بدون الحاجة إلى الأعمال .. وهو في هذا يتناقض تناقضا صارخا مع ما قال به المسيح ( أو الإله من المنظور المسيحي ) ..
[ (36) ولكن أقول لكم إن كل كلمة بطالة يتكلم بها الناس سوف يعطون عنها حسابا يوم الدين (37) لأن بكلامك تتبرر وبكلامك تدان ]
( الكتاب المقدس : متى 12 : 36 - 37 )
وهكذا ؛ يتناقض الإله مع نفسه .. بفضل بولس الرسول .. وتنتفي الحاجة إلى العمل الصالح في الفكر المسيحي ..
[ (9) الذي خلصنا ودعانا دعوة مقدسة ، لا بمقتضى أعمالنا ، بل بمقتضى القصد والنعمة التي أعطيت لنا في المسيح يسوع قبل الأزمنة الأزلية (10) وإنما أظهرت الآن بظهور مخلصنا يسوع المسيح الذي أبطل الموت ، وأنار الحياة والخلود بواسطة الإنجيل ]
( الكتاب المقدس : رسالة بولس الرسول الثانية إلى تيموثاوس 1 : 27 - 28 )
ويؤكد هذا في نص آخر .. فيقول :
[ (4) ولكن حين ظهر لطف مخلصنا الله وإحسانه (5) لا بأعمال في بر عملناها نحن ، بل بمقتضى رحمته خلصنا بغسل الميلاد الثاني وتجديد الروح القدس ]
( الكتاب المقدس : رسالة بولس الرسول إلى تيطس 3 : 4 - 5 )
وتتوالى النصوص ..!!! فيكفي الإيمان بالمسيح ـ بغض النظر عن صالح الأعمال ـ حتى ينال الفرد المسيحي الخلاص .. فنجده يقول :
[ (9) لأنك إن اعترفت بفمك بالرب يسوع ، وآمنت بقلبك أن الله أقامه من الأموات ، خلصت (10) لأن القلب يؤمن به للبر والفم يعترف للخلاص ] [3]
( الكتاب المقدس : رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 10 : 9 - 10 )
ولهذا يقول ” ميلا نكتون ” في كتابه الأماكن اللاهوتية : ” إن كنت سارقاً أو زانياً أو فاسقاً لا تهتم بذلك ، عليك فقط أن لا تنسى أن الله هو شيخ كثير الطيبة ، وأنه قد سبق وغفر لك خطاياك قبل أن تخطئ بزمن مديد ” .
كما يقول مارتن لوثر مؤسس المذهب البروتستانتي : ” إن الإنجيل لا يطلب منا الأعمال لأجل تبررنا ( لكي نكون أبرارا ) ، بل بعكس ذلك إنه يرفض أعمالنا .. إنه لكي تظهر فينا قوة التبرر يلزم أن تعظم آثامنا جداً وأن تكثر عددها “.
فإذا أضفنا إلى ما سبق أن الغايات من خلق الإنسان ـ من منظور المسيحية ـ هو التمتع بالوجود [4] .. هنا تصبح الديانة المسيحية دعوة للرذيلة ..!!! وقد كان لهذه النصوص صدى كبير في النصرانية ونظرتها للشريعة ، فقد فهم رواد النصرانية قبل غيرهم من هذه النصوص أن كل الموبقات قد أضحت حلالاً . وهكذا ؛ تحللت المسيحية ومن قبلها اليهوديـة .. من الشريعـة وكل الوصايا الأخلاقية ..!!! لينتهي الحال ـ حسب تلخيص المحققون ـ لواقع المجتمعات المسيحية الآن إلى الآتي :
انتشار الزنا والفواحش / كثرة الجرائم / التمييز العنصري / التفكك الأسري / العلاقات الاجتماعية السيئة / انتشار الخمور / الانسلاخ من الدين / الوحشية مع الأمم الأخرى .
والوحشية مع الأمم الأخرى تتلخص في محاولة إبادة شعوب العالم الثالث .. وفي مقدمتها العالم الإسلامي . ففي دراسة لجهاز الأمن الوطني الأمريكي ( CIA ) ، تقول الدراسة : إنه يجب الحد من سكان العالم الثالث ومن سيادة تلك البلدان بأي ثمن .. سواء كان ذلك بالحروب أو بالأمراض والأوبئة .. أو بأي وسيلة إبادة أخرى مشروعة وغير مشروعة .. لكي لا تستخدم هذه البلدان مواردها الطبيعية التي تعد ملكا لأمريكا وإنجلترا ( وأوربا بصفة عامة ) . وعلى رأس الدول المستهدفة التي وردت في هذه الدراسة مصر وإيران والدول العربية كلها .. ودول القارة الأفريقية .. ودول آسيا .
ويتزعم حروب الإبادة الآن الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل .. ويكفي أن أشير إلى وجود 12 مركزا علميا في الولايات المتحدة تعمل فقط على استنباط أنواع جديدة من الفيروسات والأمراض التي تعتمد على الجين البشري والتي تصيب مجموعات محددة مشتركة في جين واحد ولا تصيب الآخرين .
وهكذا أحيا الغرب المسيحي ـ استنادا إلى نصوص الكتاب المقدس ـ الدارونية الاجتماعية .. التي تنادي بإبادة الإنسان لأخيه الإنسان .. واعتبار أن البقاء للأصلح ( قانون الغاب ) هو قانون طبيعي .. طالما وأن المطلق الديني قد انتهى . وهكذا ؛ نرى أن البلاء والفساد الأخلاقي الذي آلت إليه أوربا والغرب النصراني عامة ( وهو ما يحاولون تصديره لنا الآن ) ، إنما بسبب هذا الكتاب المقدس الذي يصر النصارى على أنه يمثل - رغم سلبياته الهائلة - كلمة الله الهادية إلى البر والجنة والملكوت .
وهكذا ؛ انتهى ” بولس الرسول .. مؤسس المسيحية ” بتدمير القيم والأخلاق .. ولعن كل من يعمل بها ( أي يعمل بشريعة الله سبحانه وتعالى ) .. بل ولعن الإله ذاته .. حتى أضحت المسيحية المصدر الأساسي للتشريه للإرهاب في العالم ..!!!
الخداع والكذب …
ويبقى أن أشير إلى بعض مما ورد على الإنترنت حول تفريغ بولس للعقيدة المسيحية من الأخلاقيات بشكل مطلق .. ومن افتراءات وأكاذيب هائلة وملفقة عن الإسلام .. منها عرض خدام الرب لإجابة عن تساؤل ساذج قدمه لهم أحد المسلمين قال فيه :
[size=9]ما رأيكم في أن خلاص المسيح للبشر يعني إلغاء الحساب ، ويفسح المجال للمسيحيين بارتكاب المعاصي ، طالما المسيح خلصهم ، فلا حساب ولا نار إلخ
[